هل تعرف لماذا لا تحافظ على قيام الليل ؟
هل تعرف لماذا تتكاسل عنه كثيراً ؟
هل تعرف لماذا تصليه بلا روح إن صليته ؟
هل تعرف لماذا تستثقله ؟
لأنك يا صاح لم تذق الحلاوة ، لم يرتجف قلبك من المناجاة
لم ترتعش أطرافك من الوجد
لم ينتفض قلبك من الري والشبع
لم تجرب معنى الأنس بمحبوبك الأعظم
لم تتمكن إلى الليلة من أن تجرب شعور أنك خفيف وأنك تطير وتحلق في سقف الغرفة
ثم إلى السماء حيث ترى الدنيا من فوق على حقيقتها حقيرة ومريرة ولا تستحق وتتذكر
أنك عابر سبيل ولا حيلة لك إلا بالقيام بين يدي مولاك والانكسار له
إلى الليلة لم تشعر يوماً أنك هزمت الجاذبية الأرضية وتخلصت ولو ليلة من ذلك القعود
والسفول والطين الذي يعجزك
صدقني هو كما أقول لك
أنت مستسلم لعادة الصلاة
تدخلها بكل ما فيك من دنيا وكل مافيك من طين وكل ما فيك من غفلة
ثم تستسلم لكل ذلك
دون أن تحاول أن تتمرد ولو مرة وأنت فيها على هذه الشواغل
هذه الشواغل التي ترفع بينك وبين فيوض الصلاة جداراً بارتفاع سنوات الران والتيه
لذا وإذ كان الدخول فيها كذلك فطبيعي جداً أن تخرج فارغاً من كل ثمرة مع شعور
بفقدان الأمل والفشل وإحساس مدمر بالذنب
يا صاح صدقني من ذاق عرف
ومن ذاق لزم واغترف