hmb |مدير المنتدى|Admin|
mms : عدد المساهمات : 1599 نقاطي : 4043 تقيمي : 10 تاريخ الميلاد : 26/08/1995 تاريخ التسجيل : 02/02/2012 العمر : 29 الموقع : منتدى ابو شامخ الرسمي
| موضوع: منزل الشاعر الاردني عرار اربد - الاردن الأربعاء فبراير 22, 2012 9:43 am | |
| منزل الشاعر الاردني عرار في اربد متحف ثقافي ومعرفي
عمان ـ دنيا الوطن
يا اردنيات ان اوديت مغتربا
فانسجنها بابي انتن اكفاني
وقلن للصحب واروا بعض اعظمه
في سفح اربد او في تل شيحان
هذا ما قاله الشاعر الاردني مصطفى وهبي التل "عرار" وقد تحققت وصيته حين تم دفن جثمانه في تل اربد ، حين توفي عام 1949، قبل ان يتم نقل رفاته نهاية الثمانينيات من القرن الماضي ليدفن في المنزل الذي ولد فيه ، وليتحول هذا المنزل الذي ضم رفاته الى متحف ثقافي في مديتة اربد شمالي الاردن، وليصبح واحدا من البيوت التراثية القليلة للادباء والمشاهير الذين عاشوا فيها حياتهم , وقد تحولت بعد رحيلهم الى متاحف ثقافية وفنية مدهشة .
ففي مدينة اربد جرى منذ سنوات قليلة اعادة ترميم منزل عرار المولود عام 1899 في بيت يقع على الطرف الجنوبي لتل المدينة الشهير , عندما كان هذا التل يشكل قلب المدينة, ويشرف على العديد من مساحاتها الخضراء الشاسعة , وكان بيتا متواضعا , وهو عبارة عن غرفتين وملحقاتهما الى ان قام والد الشاعر صالح مصطفى التل ببناء بيت مجاور لهذا البيت في عام 1890 وعلى مراحل , حيث اكمل البناء عام 1905 , واصبح يتكون من خمس غرف وليوانين , وساحة تتسع لمئات الاشخاص , وكانت الارضية مرصوفة بالحجر الاربدي الاسود , وقد بني هذا البيت على الطراز الشرقي العربي الشامي , الذي كان سائدا انذاك , بالحجرين الاسود والابيض .
وفي هذا المكان القديم الاليف والمتدفق بالاصالة العربية والتراث الاسلامي ، الذي يشعر فيه الزائر بالراحة , وبالماضي الجميل وذكرياته العبقة , وبروح والرضا والمودة , وباحداث الزمان الغابر ، ولد الشاعر عرار .
ومنذ اللحظة التي تدخل الى هذا المكان تقابلك شجرة ضخمة من التوت , فالساق تلتف على بعضها بشكل ابداعي رباني خلاق , لتكون فكرة رائعة عن عمرها , وعن عشرات السنين التي تجمعت معا , لتأتي الى هذا الزمان والمكان الحافلين بالذكريات الخالدة .
انها شجرة وكائن حي , يحاور المرء ويحتضنه , ويشارك في استقباله بحنين وله ، ثم ان الزائر سوف يتقدم ليدخل عتبات حجرية بازلتية سوداء جميلة , ليشد الزائر في قلب الديوان الكبير قبر مهيب , وهو قبر وضريح الشاعر الاردني عرار في مرقده الابدي .. في هذا البيت اوالمتحف النادر .
لقد تم قبل حوالي (15) عاما نقل رفاة الشاعر عرار الى بيت والده المحامي صالح التل , وقد كان البيت فيما بعد لشقيقات الشاعر وهن ( شهيرة وسعاد ومنيفة ويسرى وعفاف ) اللواتي قدمن بيت والدهن لاعادة تجهيزه وترميمه , ليصبح متحفا ومقاما للشاعر عرار،
وقد انفق على ترميم هذا البيت ال التل ، وهم ابناء العشيرة الاردنية المعروفة الي ينتمي اليها الشاعر .
ويعتبر بيت عرار او متحف عرار هذا معلما ثقافيا وحضاريا بارزا في مدينة اربد , وليكون هذا البيت الثقافي في خدمة المسيرة الشعرية والادبية الاردنية في شمال الاردن ،
ويؤمه العديد من الزوار , وكذلك طلبة الجامعات والمدارس , للتعرف عن قرب على حياة الشاعر الاردني عرار , وبيت عرار يحوي العديد من الكتب التي الفت ووضعت عن عرار وحياته وشعره ومراحل نضاله الوطني والقومي , وهناك كذلك قاعة خاصة تضم العديد من الصور والارشيف , التي تناولت تلك التجربة الانسانية الواسعة التي خاضها عرار في حياته المتقلبة غير المستقرة .
وللبيت العديد من الانشطة الدورية والسنوية , وفي الاعداد للامسيات والمهرجانات الادبية والثقافية, التي تقام في رحاب هذا الصرح المهيب الذي بني قديما في اواخر القرن التاسع عشر الميلادي ، ليظل بؤرة ثقافية اردنية وعربية يفتح ابوابه ليستقبل~~~~ زواره من كل مكان .
ومصطفى وهبي التل (عرار) شاعر الاردن عاش حياته ثائرا متمردا طامحا بالجديد وبالتقدم , فلم يرض بالمجتمع , وبالحياة كما هي آنذاك , لان من سمات شخصيته عدم الاستقرار , والبحث دوما عن الافضل .
فقد وجد وطنه الاردن، وفلسطين كذلك، يرزحان تحت الانتداب البريطاني , ووجد الشعب يعيش في الشقاء والبؤس , لذا فقد حارب بقلمه واشعاره ومهنته كمعلم ثم كمحام هذا العناء الذي يقاسيه شعبه , الا ان هذا الاسلوب جر عليه ويلات ونفيا وسجنا وتشريدا هنا وهناك , واثناء هذه المخاضات تقلد مناصب رفيعة وعديدة في الاردن .
ولكل هذه التجارب العديدة كانت اشعاره تفوح بكل جزء من اجزاء وطنه , في سهوله ومياهه وجباله وصحاريه وازهاره وناسه ومدنه وقراه ، وحتى بعض البيوت والمحال التي كان يتعامل معها ويرتادها , ولقد كان عرار نصيرا للضعفاء والفقراء والمعوزين .. والبسطاء حتى توفي في (24) ايار عام (1949) في المستشفى الحكومي في عمان , ونقل جثمانه الى اربد , ودفن فيها , الى ان نقل رفاته الى هذا المتحف والبيت الذي سيخلده . | |
|