منتخب النشامى |
تجرع
المنتخب الأردني لكرة القدم مرارة الخسارة أمام مضيفه الصيني (1-3) في
المباراة التي جمعتهما صباح اليوم الأربعاء في مدينة جوانزو وذلك في ختام
لقاءات الدور الثالث للتصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2014.
وسجل أهداف المنتخب الصيني نجم المباراة هاو جونمن في الدقيقة (42- 68) ويو
دباو في الدقيقة (87)، وسجل هدف الأردن الوحيد المدافع باسم فتحي في
الدقيقة (84).
وبهذه النتيجة رفع المنتخب الصيني رصيده إلى (9) نقاط فيما بقي رصيد المنتخب الأردني عند النقطة (12).
ودفع المنتخب الأردني الثمن باهظا نظرا للإصابات التي طاردت لاعبيه قبل
المباراة وخاصة في الخط الدفاعي الذي عانى من وجود ثغرات كبيرة منحت
المنتخب الصيني التفوق بالثلاثة ورد اعتباره بعدما خسر ذهابا في عمان
(1-2).
وكان المنتخب الأردني قد حسم تأهله رسميا ولأول مرة بتاريخ الكرة الأرنية
للدور الحاسم برفقة المنتخب العراقي فيما خرج من المنافسة منتخبي الصين
وسنغافورة.
ودخل المنتخب الأردني أجواء المباراة بحضور ذهني عال، ونجح في فرض أفضليته
منذ البداية بفضل حالة الإنسجام العالية التي سادت تحركات لاعبي خط الوسط
بهاء عبد الرحمن وعامر ذيب وعبدالله ذيب ورائد النواطير، ليضعوا المرمى
الصيني تحت التهديد المباشر.
أولى الفرص الأردنية كانت عندما توغل المدافع باسم فتحي من الميسرة وعكس
كرة عرضية لم تجد المتابعة المطلوبة فيما كانت تسديدة عبدالله ذيب الزاحفة
تستقر في أحضان حارس المرمى الصيني، وعاد عبدالله ذيب نفسه ونفذ ضربة حرة
مباشرة مرت فوق العارضة بقليل.
ورغم القدرات الهجومية الناضجة التي كشف عنها المنتخب الأردني وكانت مصحوبة
برائحة الخطورة، إلا أن هذه المحاولات افتقدت للفاعلية المطلوبة في ظل قلة
الكثافة العددية في المناطق الأمامية من جهة ، فضلا عن أن الأرضية المبللة
كانت تفقد اللاعبين الأردنين القدرة على السيطرة على الكرة بالشكل الأمثل
من جهة ثانية، مما منح الدفاع الصيني القدرة على وأد غالبية هذه المحاولات
في الوقت الذي تعرض فيه المهاجم أحمد هايل لرقابة صارمة حدت من قدرته.
ووجد المنتخب الصيني نفسه بعيدا عن أجواء المباراة مما فرض على مديره الفني
كماتشو إسداء تعليمات جديدة ساهمت في ترتيب أوراق المنتخب الصيني الذي
بدأ يبحث عن خيارات هجومية تمنحه القدرة على تهديد مرمى عامر شفيع، معتمدا
على الإنسلال من الأطراف ليتعرض دفاع المنتخب الأردني المكون من باسم فتحي
وشريف عدنان ومحمد منير وخليل بني عطية لضغط هجومي مكثف خاصة مع السرعة
الفائقة لانطلاقات لاعبيه، مما خلق أكثر من فجوة في الدفاع الذي ظهر بأنه
لا يزال بحاجة لمزيد من الوقت للإنسجام والتجانس.
الصينيون ضاعفوا من نشاطهم الهجومي في الربع الأخير مستغلين انخفاض مؤشر
اللياقة البدنية لدى لاعبي المنتخب الأردني، مما جعل الأخطاء تكثر أمام
مرمى شفيع، وكان هاو جونمن أخطر اللاعبين الصينين، الأكثر إزعاجا حيث سدد
كرة قوية من ضربة حرة مباشرة مرت بجوار القائم الأيسر لشفيع، قبل أن يعود
هاو جونمن نفسه وينجح في وضع المنتخب الصيني في المقدمة بالدقيقة (42)
عندما تلاعب في الدفاع وسدد كرة أرضية ماكرة استقرت على يمين عامر شفيع
معلنا تقدم الصين مع نهاية الشوط الأول بهدف دون رد.
جاءت بداية الشوط الثاني، أكثر إثارة حيث ساهمت تطلعات المنتخبين في
الإرتقاء بالمستوى الفني للمباراة، المنتخب الصيني كشف عن نوايا هجومية
حقيقة لتعزيز التقدم فيما أعلن المنتخب الأردني عن رغبة جامحة في التعديل،
لتشهد المباراة وفقا لهذه التطلعات سجالا هجوميا مثيرا للغاية.
وكاد المنتخب الأردني أن يعلن عن تعديل النتيجة في الدقيقة (55) عندما
استقبل باسم فتحي الكرة المرتدة من الدفاع الصيني على خط منطقة الجزاء
ليطلقها بمنتهى القوة تألق حارس مرمى المنتخب الصيني في إبعادها فيما مرت
رأسية (الذيب) عبدالله فوق المرمى.
وجاء الرد الصيني سريعا على المحاولات الأردنية من خلال هاو جونمن الذي
وصلته كرة داخل منطقة الجزاء دون رقابة ليطلق كرة قوية (طار) لها وأبعدها
في الوقت المناسب مفوتا على الصين هدفا محققا.
المدير الفني للمنتخب الأردني العراقي عدنان حمد، أدرك أن الكرات العرضية
تشكل (نقطة الضعف) في الدفاع الصيني، فقام بالزج بالظهير الأيمن سليمان
السلمان بدلا من خليل بني عطية بهدف تكثيف الطلعات الهجومية، لكن المفاجأة
كانت عندما اخترقت كرة صينية عمق الدفاع الأردني (غير المنسجم) لتصل الكرة
(لنجم اللقاء) هاو جونمن الذي كسر مصيدة التسلل ووضع الكرة بدون مضايقة
أرضية زاحفة داخل شباك شفيع في الدقيقة (68) معلنا تقدم الصين (2-0).
رد حمد على الهدف الثاني للصين جاء من خلال الزج بسعيد مرجان بدلا من بهاء
عبد الرحمن بهدف اعادة الحيوية للقدرات الهجومية، ليستنهض المنتخب الأردني
قدراته ولتشكل الكرات العرضية لسليمان السلمان مصدر ازعاج للدفاع الصيني،
لكن الإنكماش الصيني في المناطق الدفاعية صعّب وصول الأردن لمبتغاه.
قلنا أن الكرات العرضية هي نقطة الضعف للدفاع الصيني، وظهر ذلك عندما نفذ
رائد النواطير ضربة حرة مباشرة أخفق الدفاع الصيني في تشتيتها لتجد قدم
باسم فتحي يضعها بهدوء داخل الشباك الهدف الأردني الأول بالدقيقة (84).
وزج العراقي حمد بالمهاجم حمزة الدردور بدلا من رائد النواطير بحثا عن
التعديل، لكن المنتخب الصيني سرعان ما سجل الهدف الثالث مستثمرا الثغرات
الدفاعية الواضحة بدفاع منتخب النشامى، وذلك عندما اخترق يو دباو من عميق
المنطقة وسدد كرة أرضية زاحفة استقرت على يمين عامر شفيع في الدقيقة (87)
ليعمق الجراح الأردنية بالهدف الثالث وليخرج فائزا (3-1).