انتقد الكاتب السعودي خلف الحربي من احتفاء المصريين بخطبة الشيخ محمد
العريفي في مقالة منشورة بصحيفة "عكاظ" السعودية تحت عنوان "خذوه!"، مقترحا
أن يأخذه المصريين بأتباعه وفتاويه المثيرة مثل دعوته باحتشام البنت أمام
أبيها كي لا تفتنه أو ادعائه أن الرسول يمكن أن يبيع الخمر أو يهديه أو "أن
يذهب لتلبية دعوة كنيسة في هولندا يوم 25 ديسمبر ويكتشف في اللحظة الأخيرة
أنهم يحتفلون بالكريسميس والعياذ بالله!.. وغير ذلك من المفرقعات
الأسبوعية الجميلة التي تثري الحوار في أي مجتمع عصري!".
وذكر خلف الحربي وعد العريفي لجماهيره المجاهدة بأنه سيصور حلقته القادمة في القدس ثم ظهر عليهم من جبل في الأردن.
وكتب
الحربي "الشعب المصري الشقيق شعب مضياف، ومصر كثيرا ما احتضنت العلماء
والمفكرين والأدباء والفنانين من سائر ديار العرب، والعريفي ــ كما قال في
خطبه الأخيرة ــ يحب مصر وأهلها ولا يجد أي مشكلة مع أقباطها!.. بل وما هو
أعجب وأغرب تأكيده على أنه يقدر ويحترم دور المرأة المصرية في المجتمع!،
وهذه حالة إنسانية رائعة لا أظن أنه قد وصل إليها من قبل؛ لذلك فإن في
بقائه في مصر فائدة له كي يبقى على هذه الحال المتسامحة، وفائدة ثانية
لأشقائنا المصريين لأنهم سوف يستفيدون من علمه وحلاوة لسانه، وفائدة ثالثة
لنا بالطبع لأسباب لا تتسع المساحة لسردها!".
وأشار الكاتب السعودي
في مقالته إلى إمكانية استثمار العريفي سياحيا وإرسال "مئات الآلاف من
أتباعه المخلصين لـ (شرشحة) من يتجرأ على نقده" مقابل أن ترسل مصر مثقفيها
للمملكة لإثراء حوارات السعوديين التي سطحها الشيخ، مضيفا "ويا بخت من نفع
واستنفع "
وتابع الكاتب: "الجميل في هؤلاء الأتباع أنهم في غالب
الأحوال ليسوا منغلقين، بل هم منفتحون جدا، وتشهد على انفتاحهم الشديد كل
عواصم الأرض، ولكنهم يرون في الذود عن مقام شيخهم الجليل وسب أم من ينتقده
شكلا من أشكال الجهاد الإلكتروني الذي يطهر الإنسان من ذنوب إجازة الصيف"!.
وقال الحربي إن الفراغ الذي سيحدثه غياب العريفي لن يكون ذا أهمية "لأن الحيز الذي يشغله مفتعل من الأساس".
وأضاف:
"وما قد لا يعرفه الأخوة المصريون عن العريفي أنه استطاع هداية صيني إلى
الإسلام في ثلاث دقائق!.. وهذا قد يدفعهم للاستثمار في قدراته الهائلة،
بحيث ينزلونه في فندق بجوار الهرم الأكبر، فيتلقف السياح الأجانب من كل
الأديان مهما كانت اللغات التي يتحدثون بها ويهديهم إلى الإسلام بمعدل 20
شخصا في الدقيقة، وهكذا يحول هؤلاء السياح تذاكرهم من القاهرة إلى العمرة،
ما يعزز التعاون السياحي في البلدين الشقيقين"!.
وختم خلف الحربي مقالته بـ "ماذا تريدون ــ يا أشقاءنا وأحبتنا في مصر ــ أجمل من هذه الصفقة؟..
شيخ جليل ومعه أتباعه من الجنسين مقابل حفنة تائهة من المفكرين والمثقفين
والصحفيين الذين لا يبدو أنكم بحاجة لهم في هذه المرحلة بالذات، توكلوا على
الله، ولنقرأ الفاتحة، وكما تقولون في أمثالكم: (يا بخت من نفع
واستنفع)!".
وفي نفس الصحيفة انتقد أيضا الكاتب حمود أبو طالب احتفاء
المصريين بزيارة العريفي، قائلا إنه مشهد مثير يجب أن يبعث كثيرا من
التساؤلات، ويضع عددا لا نهائيا من علامات التعجب والاستفهام، متسائلا:
"مصر التي اعتادت إرسال الدعاة والعلماء إلى كل البلاد الإسلامية منذ قرون،
وملأ علماؤها المعاهد والمؤسسات الدينية في كل أصقاع الأرض، وما زالت
زاخرة بالعلماء الأفذاذ والخطباء المشهورين بالبلاغة، هل أصبحت اليوم بحاجة
إلى استضافة أو استقدام داعية يعظ الناس في أزهرها، أو يلقي خطبة الجمعة
في أحد أشهر جوامعها؟."
وتابع أبو طالب: "مع كامل التقدير للشيخ
محمد العريفي، فإنه ليس ذلك العالم الخارق الذي يدهش مصر بالذات ويجعلها
تحيطه بتلك الهالة الكبيرة من الدعاية والاحتفاء الصاخب، فهو واعظ وداعية
إشكالي، يلجأ في كثير من الأحيان إلى طرق الغريب والعجيب وغير المستساغ من
القضايا والأفكار، ربما يكون قد وصل إلى درجة النجومية الإعلامية عبر بعض
الفضائيات، لكنه بأي حال لم يصل إلى درجة النجومية في العلم، وبالتالي كان
أكثر ما يمكن توقعه أن تخصص له حلقات في الفضائيات المصرية يقول فيها ما
يشاء، أو بعض حلقات الوعظ التي يحضرها من يشاء، لكن دون زفة رسمية بمباركة
الإعلام الرسمي، في وقت تمر فيه مصر بكثير من الإشكالات؛ بسبب بعض ممارسات
جماعة الإخوان المسلمين داخل مصر وخارجها، وتورط بعض كوادرها، مصريين وغير
مصريين، في إثارة الشبهات حول محاولة توسيع نفوذها خارج مصر لترجمة حلمها
أو وهمها القديم ببسط سيطرتها على العالم الإسلامي".
وختم مقالته، متسائلا: "هل هناك رسالة ما وراء هذه الاحتفالية الاستثنائية بزيارة الشيخ «السعودي» محمد العريفي تريد جماعة الإخوان إيصالها؟؟"..